شارك البودكاست

كتبت هذه القصيدة سنة 1988م في الانتفاضة الفلسطينية الأولى …. تحكي
القصيدة قصة الشبان الفلسطينيين الستة من إحدى قرى نابلس الفلسطينية الذين
اعتقلتهم القوات الإسرائيلية ليلا و اقتادتهم ليلا ودفنتهم أحياء وبقيت
تحرس قبورهم حتى الصباح لتتأكد من موتهم
هدأ الصمت
والطرقات الصغيرة حطت على كفها صبرها
والدموع المباركة الزرق كانت تضيء البيوت
أمام الغروب العظيم
ورياح السماوات تمسح زرقتها بالغسيل
فما زال من بقع الدم نجمات عشق تضيء وتخبو
كأن يبرق الدم شفرته عبر كل الزمان
بأن الجريمة تمت بمدخل نابلس
كانت جموع الأفاعي الدميمة تسحبهم في الظلام اللئيم
تلك الجريمة تمت بمدخل نابلس
كانت حقول من اللوز تغرق بالصمغ
ولد أفاعي الشتات هنا دفنوهم
ولقد بقي الطين ينبض حتى الصباح
ولم يملأ الطين أعينهم
أصبح الطين ينظر منها
وابتدأت كل عين كحبة زيتون تدفع الأرض
طين رحيم كرب رحيم
ليلتف ولد الأفاعي
فكل فتى في المخيم يعرف كيف يدوس رؤوس الأفاعي لكل حجارته
فتية الوطن العربي :
حجار كثير بأوطاننا
فأنهضوا للأفاعي بأزيائها الوطنية قاطبة
حجر فوق أفعى هنا
وأيضا على رأس أفعى هناك
ليلتف ولد الأفاعي
فكل فتى في المخيم يعرف كيف يدوس رؤوس الأفاعي أرادوا جحيما
بمقدار ما يشتهون
بمقدار ما نشتهيهم
نعم
وليتم الجحيم
ارم رب الحجر
أرم رب الحجر،
أرم
شلّت مدرعة تحت صليات عينيك
تلتف نابض نار
فما حجر طاش
من أين هذه الرشاقة للقدر الفخم
أم أنت مما صبرت نحتّ القدر
سر
كأنك تذلل ظهر الزمان
بمقلاعك الأرض شعراً.
ووجهك بين دخان الدواليب
أسطع من شمس تموز
تقحم أو تتراجع
مثل تخفي القمر
لا تحدق
بكل مرارة روحك شرقا وغربا
فإن الهزيمة تفتح أفخاذها
والحكومات عاهرة
والقيادات معقودة للبقر
نحن شعبك أنت
بكل جمالك
وجه ولا تتوجه بزيف نصائحهم
عجبوا إذ قدرت
أزحهم وأيقظ حجارة الجحيم
فإن تأمرهم ضد وعي الحجارة
لا يغتفر

Series Navigation<< قصيدة مُناجاة – الجواهريللقدس اغنيتان – محمود درويش >>