شارك البودكاست

كان أبي رجلاً يحب الرقاب؛ رقبتي المكشوفة التي كان يصفعها حين أحني ظهري على طاولة العشاء، ورقاب الدجاج المشوية. كنت أشعر أنني إحدى الدجاجات التي يربيها ليذبحها حين تسمن، وكل تلك الصفعات ما كانت إلّا تهيئة للشوي

كنّا شبان وشابات نحلم بسوريا الجديدة. يومها فرحت، كنت داخل الحرم الجامعي أصرخ وأهتف، كنا نمسك بأيدي بعضنا حتى هبطت الهراوات على الأجساد، وبدأت أسمع أصوات اللسعات. تسمّرت في مكاني، وقفت أبكي مذهولاً، وهنا كان بكائي سبب اعتقالي

بعد أقل من شهر من وصولي بيروت، وصلني خبر وفاة أبي بأزمة قلبية، برسالة على الواتساب لم أردّ عليها، أنكرتها وأغلقت موبايلي. سافرت بعدها كثيراً، لبلاد لا ينحني فيها الرجال والنساء إلّا من باب اللباقة والأدب

Series Navigationرموز الشر” في موقعة كربلاء” | محمد يسري >>الوجه الآخر لعلاقة سيّد قطب بالإخوان… حارب الجماعة ورفض حسن البنّا اغتياله | معاذ سعد فاروق >>