شارك البودكاست

أفكاري المسبقة عن الحياة الوردية في باريس، جعلتني أتخلّى فجأةً عن آلياتي الدفاعية ضد التحرّش، التي اكتسبتها منذ الصغر في سوريا، والتي تضطر معظم النساء إلى اللجوء إليها لينجون في حياتهنّ اليومية هناك، في بلدٍ يجرّم التحرّش الجنسي بقوانينه بالاسم فحسب، ومجتمعه يعدّه مجرّد طيش شبابٍ سببه الأساسي هو تصرّفات النساء، ولباسهنّ

كنت أحاول طوال الوقت أن أتجاهل نظرات الجيران الذين يلاحقون بعيونهم جسدي المبلَّل في أثناء عبوري من الحمام إلى غرفتي، وكنت أتمنّى أحياناً أن أختفي في تلك المسافات القصيرة، لأتفادى نظراتهم التي تعرّيني من المناشف السميكة التي تلفّ جسدي

في أحد الأيام، دخلت المطبخ عند الساعة الثالثة فجراً، لأحضّر الطعام، وأحسست بأن أحدهم خلفي، لكنني لم ألتفت، لأنني اعتقدت أن زوجي جاء ليساعدني. اقتربت الخطوات منّي ببطءٍ، وامتدت من الخلف يدان لتمسكني. التفتُّ على الفور، وتفاجأت بأنه شريكي في السكن!

Listen to Raseef22 Stories on Podeo
إستمعوا ل رصيف22 قصص على بوديو

Series Navigation<< قصتي أنا وجارتي في البلاد الباردة | تغريد دوّاسمذكّرات متخيّلة تكشف أسراراً مدفونة في “حانة الست” أم كلثوم | عرفة محمد أحمد >>